يأخذ هذا
الكتاب المتميز القراء في رحلة نادرة، حيث يغوص في أعماق النفس البشرية من خلال
رحلة استغرقت سبعة وعشرين عامًا، راقب خلالها تصرفات الأطفال الرضع وسلوكهم من سن
أربعة أشهر، مسجلا ردود أفعالهم، ثم تابعهم بالمراقبة حتي سن الشباب، ويربط برشاقة
شديدة بين ميولهم المزاجية وموروثهم الجيني وتأثير البيئة والمجتمع والعائلة.
يبدأ كاجان عرضه للقضية الأزلية ألا وهي هل الأنسان سيد مصيره في
مقابل الأنسان ضحية المقادير ، حيث يلخص الموقف في النهاية بالإشارة إلي أن بعض
العلماء أجمعوا علي قدرة الانسان الحقيقية علي الأختيار، فاذا كان المرء فعالا
ومنتجًا وسعيدًا فانه أمر يحسب له، وبالمثل فان التعساء، والذين يعجزون عن الإنجاز
بل وحتي المجرمين مسئولون أيضا عن كونهم كذلك، أما الجبريون فيرون أن البشر إنما
يكونون ما هم عليه لانه قد تم تشكيلهم كذلك بفعل قوي داخلية وخارجية كالوراثة
والخبرة. يفتح الكتاب المجال لكثير ممن يعانون من متاعب نفسية، لفهم أعمق لحالتهم
مما يساعدهم الي حد كبير علي اجتياز أزماتهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق