728x90 AdSpace

الثلاثاء، 12 يوليو 2016

تجربة سكنر في التعلم الاجرائي



نظريـة الاشـراط الإجرائـي

سكنـر

هذه النظرية من أهم النظريات السلوكية لأنها نقلت موضوع التعلم نقلات نوعية متقدمة, وجاءت بمجموعة من المفاهيم والأفكار الجديدة مثل  (التعلم المبرمج).
 يعد سكنر من تلاميذ ثورندايك بالرغم من أنه لم يتتلمذ على يديه بشكل مباشر, وإنما عن أفكاره ومنهجه .

أنـواع التعلـم
قسم سكنر التعلم إلى نوعين رئيسين وهما :-
   1- التعلم الناتج عن السلوك الاستجابي :-
         وهنا تفسر الاستجابة على أنها نتيجة حتمية لمثير واحد أوحد هو المسئول عن هذه  الاستجابة دون غيره من المثيرات الأخرى وهذا يخضع للرأي القائل ( لا استجابة بدون مثير) . بمعنى أن سكنر يرى بأن الاستجابة التي يقوم بها الكائن الحي تنتج عن مثير بعينه.

2- التعلم الناتج عن السلوك الإجرائي:-
      من غير المنطقي أن تفسر كل السلوكيات الإنسانية بناءً على رابطة المثير والاستجابة, وذلك لأن السلوك الإنساني أعقد وأكبر وأرقى من أن يفسر بهذه المعادلة البسيطة.
        في هذا النوع من التعلم لا يشترط سكنر وجود مثير لكل استجابة لأن بعض الاستجابات لا تكون ناتجة عن مثيرات محددة مسئولة عنها كاستجابة المشي أو اللعب أو الكلام .
 بعض الاستجابات تنتج عن تداخل عدد كبير من المثيرات, مثلاً:رؤية الطعام لإنسان جائع ليس بالضرورة أن يأكل لأنه قد يكون صائماً أو لأن الطعام مرفوض دينياً--- الخ.
مما سبق يتضح أن سكنر يهتم بدراسة الاستجابات أكثر من دراسته للمثيرات بالرغم من أنه لا ينكر وجودها نهائياً .

تجارب سكنر
أجرى سكنر مجموعة من التجارب منها :-
تجربته على سلوك الفأر :-
حيث تم وضع فأر جائع في صندوق بحيث يمكن رؤيته من الداخل، لوحظ أن الفأر يحاول دوماً البحث عن الطعام داخل الصندوق, ويقوم بحركات عشوائية, وبالصدفة ضغط على مكان معين فظهرت له وجبة صغيرة من الطعام, وكان يكرر هذه المحاولة ليحصل على طعام أكثر ولوحظ زيادة سرعته نتيجة لاكتساب الخبرة .

تجربته على سلوك الحمامة :-
 حيث كان يضع قرصين أحدهما أحمر تحته طعام, والأخر أخضر لا يوجد تحته شئ. فكانت الحمامة تتجول في المكان للحصول على الطعام فتجده تحت القرص الأحمر, بينما إذا نقرت القرص الأخضر فلا تجد شيئاً.

 نستخلص مما سبق التالي:-
·        أن الحمامة كانت تذهب في النهاية إلى القرص الأحمر مباشرة لأنه مصاحب بالتعزيز.
·        أن الحمامة كانت تتجاهل القرص الأخضر لأنه لا يوجد تعزيز بمعنى حدوث الانطفاء.

تجربته في تعلم اللغة :-
استخدم سكنر مجموعة من الأصوات المسجلة بعض هذه الأصوات لها معان معينة، مفهومة، مترابطة, والبعض الآخر من هذه الأصوات عشوائي ليس له أي معنى وغير مفهومة. وكان يعرض هذه التسجيلات على المستمعين . لاحظ سكنر أن الأصوات المفهومة المترابطة ذات معنى تتعزز بالفهم والمتابعة، بينما الأصوات غير المفهومة عديمة المعنى تتعرض للإهمال والانطفاء .
وهذا ما يحدث مع الطفل في بداية تعلمه للغة حيث يشجعه الوالدان على تكرار الكلمات الإيجابية المستحبة، ولا يكرران الكلمات النابية والألفاظ الغريبة فتتعرض للانطفاء.

 وقد استنتج سكنر أن التعزيز في التعلم للغة يعتمد على :-
1-    تقسيم المعلومات وتحليلها إلى وحدات صغيرة بقدر الامكان .
2-    الايجابية والفعالية من قبل المتعلم بحيث يكون مشاركاً في العملية التعليمية .
3-    التعزيز المباشر لخطوات التعلم الناجحة .
4-    يحدث الانطفاء للخبرات غير المرغوب فيه .

سكنر والتعلم المبرمج
 هو نوع من التعلم (تعلم ذاتي) يحل فيه البرنامج محل المعلم، فيسير المتعلم في خطوات متسلسلة من السلوكيات المتتابعة التي توصله في النهاية إلى السلوك النهائي 
ولأنه لا يوجد فيه معلم فإنه نوع من التعلم الذاتي, ونبعت فكرة التعليم المبرمج عند سكنر للتخلص من عيوب الفصل الدراسي التقليدي حيث تم انتقاده في التالي:-
1- يتعلم الطفل كي ينجو من العقاب المادي والمعنوي وليس كنتيجة لمحرك أو رغبة داخلية, ونحن نعلم أن هناك فرق بين من يتعلم بدافع داخلي وبين من يتعلم كي ينجو من العقاب.
2- هناك خلل واضح في الشروط التي يقدم فيها التعزيز في المدرسة التقليدية، لأنه لا يقدم بعد السلوك مباشرة في حين يرى سكنر أن التعزيز لو تأخر لثوان عديدة فسيفقد أثره .
3- يتعذر وجود برنامج يعزز من خلاله المتعلم خطوة خطوة فليس بمقدور المعلم أن يعزز الطالب على كل خطوة، ولكل تلميذ في نفس الوقت مما يدفع المعلم للتعزيز أحياناً عند السلوك النهائي فقط.
4- يعاني المتعلم من قلة التعزيزات لأنه يتعلم ضمن عدد كبير في الفصل قد يصل في بعض الفصول إلى (40-50) طالب في الفصل الواحد.
ويرى سكنر أنه لا يمكن حل المشكلة إلا إذا كان هناك معلم لكل طالب فقط. ويرى سكنر أن هذا الموقف مثالي, وأنه يحل المشكلة, ويأخذ الطالب حقه, وفرصته في التعزيز ولكنه يعترف أن ذلك مستحيل الحدوث.
 لذلك فهو يقترح فكرة أن يحل البرنامج التعليمي مكان المعلم ومن هنا بزغت فكرة التعليم المبرمج القائم على التعليم الذاتي (أي أن يحل البرنامج مكان المعلم).

أسس التعليم المبرمج
يقوم التعليم المبرمج على التالي:-
·        تحليل المادة التعليمية إلى وحدات صغيرة متسلسلة ومتدرجة توصل في النهاية إلى السلوك النهائي المراد تعلمه .
·   تَناسب المادة التعليمية مع قدرات كل طالب على حدة في جميع مراحل التعليم المختلفة, وهذا يعني أن تحليل المادة لا يكون لكل المتعلمين وإنما تحليلها على حسب قدرات كل طالب على حدة.
·        استثارة انتباه المتعلم بشكل مستمر .
·        تعزيز المتعلم فورياُ عقب كل خطوة ناجحة يتعلمها من خطوات هذا البرنامج.

التطبيقات التربوية لنظرية سكنر
     يعتبر تعديل السلوك من أهم التطبيقات التربوية التي خلص إليها سكنر ويتم تعديل السلوك عن طريق تجاهل السلوك غير المرغوب بحيث يؤدي ذلك إلى الكف التدريجي ومن ثَم  الانطفاء والتلاشي والترك.
   ففي تجربة أجريت على طفل عمره 12 شهر,حيث كان يبكي بشده إذا فارقه والداه أثناء النوم مع العلم أنه لا يعاني من أي مشكلة جسمية فعمل الوالدان على تعديل سلوك طفلهم عن طريق الانطفاء فتركاه أول ليلة لوحده فبكى حوالي (45) دقيقة وفي الليلة العاشرة لم يبك الطفل لأنه حدث له انطفاء .

عمليات تعديل السلوك:-
      أ- الثناء والموافقة:-
            نستخدم الثناء لتعزيز السلوكيات الايجابية المرغوبة كالمدح والابتسامة والاهتمام .

 ب- النمذجة :-
        من أفضل الطرق في تعليم الأطفال هو أن نمارس هذا السلوك المراد تعليمه للطفل. عملياً أمامه وبعد ذلك نطلب منه القيام بذلك (أي أن يسبق القول الفعل).
    مثل: تعليم الأب لابنه الصلاة فلا بد أن يصلي أمامه.
         تعليم المعلم لكيفية الوضوء فلا يكفي مجرد الوصف النظري وإنما لا بد من التطبيق العملي.

ج- تشكيل السلوك:-
      ويقصد به تقديم التعزيز عند قيام المتعلم بجزئية معينة من السلوك, ومن ثَم يعزز بعد قيامه بالجزئية الثانية وهكذا حتى يصل إلى السلوك النهائي .
   مثال: تعليم الحيوانات للحركات في السيرك.
       أو تعليم ضعاف العقول ربط أزرار القميص .

د- التحديد الذاتي للشروط :-
      بمعنى أن نقول للطالب المشاغب كثير الحركة بأنك إذا جلست في هذه الحصة هادئ                      ومؤدب فسأجعلك تمارس هوايتك المفضلة طوال الحصة القادمة ( لعب كرة القدم).

ﻫ- تحديد القواعد الواضحة والتوجيهات :-
      على المعلم أو الأب أن يحدد مجموعة من القواعد في بداية التعلم، لأنه يوجد فائدة كبيرة من تحديد مثل هذه القواعد. ومن الملاحظ أن هذه القواعد تختلف من نشاط إلى آخر .

     فمثلاً: مدرس التاريخ يحدد شروطه عند بداية تعامله مع الطلبة، بينما معلم العلوم فله شروطه الخاصة به وبالتعامل مع المختبر والأجهزة. 
  • علق من حساب جوجل
  • علق من حساب الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: تجربة سكنر في التعلم الاجرائي Description: Rating: 5 Reviewed By: Dr-Haleem Al-Ankushi
Scroll to Top